العملية الجراحية من الناحية النفسية

العملية الجراحية من الناحية النفسية


جراحات اليوم الواحد هى جراحات تعرّض الإنسان لضغط جسماني ونفسي لمدة قصيرة . ولذلك فإن زيارة الطبيب والتحدث معه قاعدة هامة لتحضير المريض نفسياً لهذه العملية ولإعادة التوازن في داخل الجسم بعد إجراء العملية .إن التحدث مع الطبيب هو عملية تعلم إجتماعي تتيح الحصول علي معلومات لإسترجاع الثقة بالنفس وإقناع المريض بقدرته علي التحكم الذاتي مما يساعده علي إجراء حوار داخلي مع نفسه لكي يتغلب على المواقف الصعبة ويتخطى الضغط النفسي. هذا الحوار الداخلي يساعد علي تنمية النفس مما يتيح التعامل مع الضغوط الخارجية للتغلب عليها.


يجب أن تتحقق من أنك تستطيع أن تتغلب علي التحدي الخاص بالعملية. أنها عملية بسيطة ولذلك قد قررنا إجرائها علي هيئة جراحة اليوم الواحد. أرجوا منك أن تعلم أن الخدش البسيط فى الجلد مؤلم وكذلك فإن أي جرح بعد العملية أيضا مؤلم بنفس الدرجة ليس أقل أو أكثر ولكن جرح العملية هو جرح مخطط له وهو معالج بمضادات للألم مما يجعل هذا الألم قليل جدا. في جميع الأحوال يحاط المريض برعاية الأطباء المعالجين حتى يتماثل للشفاء الكامل .


إذاشعرت ببعض الألم فأرجوا منك العلم من أنك تستطيع التغلب عليه. إنه في جميع الحالات تحت السيطرة وأنت أيضا قد لابد أن تكون قد شعرت بألم مماثل من قبل وإنه من المميزات في هذه الحاله أنك محاط بالأطباء وأنه يمكنك طلب العون علي أيه حال. تأكد تماما من أن فهمك لعمليتك سوف يمكنك من وضع خبرتك السلبقة بالمواقف المماثلة لحل ما يقابلك أثناء جراحة اليوم الواحد. إن هم المريض الشاغل هو العملية الجراحية ، ولكن عندما يعرف المريض أن الألم الناتج عن العملية الجراحية مشابه لذلك الناشئ عن جرح بسيط ، فإنه من السهل عليه أن يتعامل مع هذه العملية وكأنها شئ بسيط . يمكن أن تظهر بعد العملية صعوبة في المشي نتيجة الجرح ، ولا يجب أن يسبب هذا الأمر إزعاجا أو قلق ، فمحاولة المشي من جديد ، سواء التي يقوم بها المريض نفسه ، أو بمساعدة حكيمة ، أو بمساعدة أصدقائه تكلّل في النهاية بنجاح.


في السطور التالية سنقوم بإعطائكم بعض النصائح في كيفية التغلّب على المتاعب بعد العملية بسرعة وأمان.


يجب على العائلة ، الأقارب أو الأصدقاء مصاحبة المريض إلى الطبيب والاستماع إلى شرح ا لعملية وظروفها من الطبيب وذلك ليفهموا دورهم في مساعدة المريض بعد العملية.


الثقة بالنفس :


يجب على المريض أن يؤمن بأن لديه مقدرة التأثير على نفسه والسيطرة علي الموقف بعد ، وهذه فرصة جيدة لتقوية المراقبة الذاتية لديه . زد من تشجيعك لنفسك , تيقن من الموقف وإرجع لخبرتك السابقة للتغلب عليه بل للتنبؤ بالنتائج مسبقاً.


إجعل هدفك هو النقاهة:


بخطوات تدريجية هذا يعني أولا أن تحضر نفسك جيدا للعملية حتي تصل إلي غرفة العمليات. ثانيا أن تتغلب علي مرحلة الإفاقة بعد العملية. ثالثا أن تتغلب علي المرحلة الحادة بعد العملية. رابعا أن تستمتع بنقاهة سلسة لكي تحضر نفسك للوصول إلي مستواك الإنتاجي الإعتيادي.


أرجوا أن تضع في ذهنك أنه قد تكون بعض محاولاتك للتغلب علي ما بعد العملية ليست ناجحة بشكل مثالي ولكن النجاح بشكل معقول كافي لتحضيرك للحصول علي نتيجة أفضل للتغلب علي الخطوه القادمة. إن لم تحقق نجاحا في إحدي الخطوات فهذا لا يعني شيئا وحاول إستعادة ثقتك بنفسك سريعا لكي تتغلب علي الخطوه التي بعدها.


قدرتك علي التغلب


علي الضغوط الناتجه عن العملية يؤثر علي جهازك العصبي وعلي إحساسك النفسي وهو ما يؤثر بالتالي علي التفاعلات المناعية في جسمك وكذلك عملية إلتأم الجرح. لذلك حاول أن تعالج خطوره العملية بإحساس مرهف وقابلية خاصة لكي ترتفع فوق مخاوفك.


غير الجو المحيط بك.:


حافظ علي نظافة غرفتك وترتيبها وإجعلها مضيئة بضوء طبيعي. إشغل نفسك بهوايتك بعد الجراحة( القراءة , سماع الموسيقي , العناية بحوض السمك , ألخ . . . ). لا تجلس وحيدا إختار أحد أصدقاءك الذين يساعدوك ويقفون بجانبك. صديقك يجب أن يكون من المقربين اليك وأن يكون مبدع وذوا تفكير إيجابي. خذه معك إلي الجراحة إن أمكن وأحرص علي أن يصاحبك أيضا إلي المنزل بعد العملية.


حافظ علي عنايتك الشخصية. إحلق ذقنك يوميا وإعتني بجسمك وشعرك. تناول طعامك بطريقة مختلفة عما تعودت عليه يوميا. إلبس ملابس بسيطة وخفيفة ولطيفة كما تعودت في المناسبات المنزلية.لا تغوص في مشاهدة التلفزيون في غرفة ساكنة مظلمة. إنتهز هذه الفرصة بالتحدث تلفونيا مع أصدقاءك وأقاربك الذين لم تخابرهم منذ فتره. حاول التحضير للإستمتاع بوقت فراغك في المستقبل القريب بعد النقاهة.


فكر دائما إيجابيا:


إن العلم المسبق بالحالة العامة للمريض تساعد في تجنب التخدير الطويل وكذلك الأخطار والمضاعفات كما أنها تساهم في تحسين نتيجة العملية . لذلك فإنه من الواجب معرفة أى خلل عام في الجسم أو في أعضائه المختلفة ( الكبد ، الكلية ، الرئة ، القلب ) ، أو خلل في التمثيل الغذائي حتى يمكن معالجته لأنه بهذا يمكن تحمل التخدير والعملية بطريقة أفضل ، كما أن فترة النقاهة وفترة إلتئام الجروح تتأثر بحالة الجسم قبل وأثناء العلملية.


لذا أنصح كل مريض أن يزور الطبيب العام للكشف عليه قبل إجراء أية عملية.


المزيد