ما هو مرض السكري من النوع الثاني؟


يعتقد الكثير منا أن مرض السكري من النوع الثاني يعني ارتفاع نسبة سكريات الدم عن المعدلات المتعارف عليها، وهذا جزء من الحقيقة.



وتكتمل الحقيقة إذا علمنا أن مرض السكري هو مرض أكثر شمولية عن المفهوم السابق، وأكثر من عدم قدرة البنكرياس عن الوفاء بالتزاماته تجاه الجسم، حيث أن مرض السكري يعتبر حالة التهابية مزمنة تصيب الجسم، وقد تكون مرحلة ارتفاع سكريات الدم هي مرحلة متأخرة من المرض.



يصيب مرض السكري الكثير على مستوى العالم، وتعتبر نسبة الإصابة في بلادنا العربية من المعدلات المرتفعة على مستوى العالم. وقد تكون عاداتنا الغذائية المتبعة في بلادنا المليئة بالنشويات والسكريات إلى جانب عدم تبني الكثير منا ممارسة الرياضة كجزء أساسي من الحياة اليومية، من أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري، إلى جانب أن حياة الكثير تُوصف بأنها حياة رتيبة أو حياة مكتبية، تفتقد إلى الحركة.



وهناك اعتقاد خاطئ بأن مرض السكري له أعراض، مثل العطش الشديد والتبول الزائد، أو الجوع المفرط أو فقدان الوزن عند بداية الإصابة به، وأننا يجب أن ننتظر ظهور الأعراض حتى نبدأ مرحلة التشخيص والعلاج، لكن الحقيقة أن عند ظهور تلك الأعراض فقد يكون المرض متقدماً إلى درجة ظهور الأعراض. بعض المراجع تطلق على تلك الأعراض “تسمم السكر”، والتي يجب التعامل معها بدقة في العلاج، كما يوصي البعض بإعطاء أنسولين للمريض الذي يعاني من تلك الأعراض حتى لو كان التشخيص لأول مرة في حياة المصاب.



يتم تشخيص السكر في بعض الحالات من خلال مضاعفاته، حيث أن المصاب يأتي إلى المراكز الصحية بشكوى معينة، مثل تنميل الأطراف، ونفاجأ عند إجراء الكشف والتحليل أن المريض يعاني من التهاب الأعصاب الناتج عن مرض السكري، ويكون المريض مصاباً بالسكري لعدة سنين دون أن يدري.



نظراً لأهمية الموضوع، فقد أوصت بعض المنظمات الصحية العالمية الفحص الإلزامي للسكري فوق سن الـ35 بعد أن كانت التوصية فوق سن الـ45، ونبهت بأن الفحص ضرورياً وقد يكون إلزامياً لبعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم، أو خلل بنسب الكوليسترول و الدهون الثلاثية، أو السيدات اللاتي تعرضن لسكر الحمل سابقاً، على أن يكون الفحص لهؤلاء الفئات سنوياً بدلاً من كل 3 سنوات في غيرهم.



كما أوصت بعض الجمعيات بأن يقوم الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالفحص لمرض السكري أو ما قبل السكري في سن الـ18.



ولذلك، إذا كنت فوق سن الـ35 أو فوق سن الـ18 وتعاني من السمنة، بادر بفحص سكرك والمتابعة مع طبيبك حفاظاً على حصتك.



النصيحة الذهبية: “تذوق سكرك.”



إذا كنت تريد استشارة طبيّة من قسم طب الباطنة
قُم بزيارة الطبيب في سابا 7، حيّ المروة
د. هاني عبدالخالق غزالي
أخصائي طب الباطنة


المزيد